مبادرة ض التطوعية

دبدوب العسل

خلاصة القصة

دبدوب يحب أكل العسل كثيرا، لذا جرب حيلة جديدة ليستطيع أخذ العسل من النحل دون أن يتعرض للسعات، لكنه أوقع نفسه في مأزق واحتاج للمساعدة.

كيف سيتخلص دبدوب من المأزق إذا كان الجميع مشغول؟ ولماذا رفض دبدوب مساعدة القنفذ عندما عرضها عليه يا ترى؟ هيا لنعرف معا ماذا حدث لدبدوب العسل.

«اسمي خديجة، أحب اللون الأزرق، البحر، قطتي الشقية، والقصص الجيدة. عندما كنت صغيرة أحببت سماع تخاريف جدتي الشعبية، لأنني كنت طفلة هادئة أحسن الاستماع أكثر من الكلام، استمعت لحكايات مختلفة من أفواه كثيرة. ولا تزال أفضل ذكرى من طفولتي هي جلسة صيفية مع جدتي وهي محاطة بأحفادها وقت الحكاية، ولأني لا أقدر أن أمنح مثل تلك الذكرى لكل الأطفال فيزيائيا، كبرت وصنعت حكايات جديدة، وصارت تلك الحكايات كتبا، ليستطيع طفل في مكان ما أن يعرفني ويعرف نفسه من خلال الحكاية.» خديجة بلعروسي.

خريج فنون جميلة، قسم جرافيك، ورسوم متحركة، يعمل في مجال الرسوم المتحركة، ورسام حر في شركات خاصة.

عمل العديد من المشاريع الخاصة في هذا المجال، كما حصل على أكثر من جائزة لأفلامه الخاصة في العديد من المسابقات.

اهتم بالرسوم المتحركة، والرسومات الموجهة للأطفال، ولديه طموح كبير، وأهداف كبيرة بهذا المجال على المستوى الشخصي، ولذلك قرر الانضمام إلى فريق الرسامين في مبادرة ض.

في الغابةِ دَبدوبٌ شَقيٌ لا يَشبعُ مِن أَكلِ العَسلِ.

لكِنَهُ لا يقوى أبَداً على لَسعاتِ الإبرِ، وَبَعدَ أَن هاجَمَهُ جَيشٌ مِنَ النَحلِ الغاضِبِ،

جَلَسَ دَبدوبُ يُفَكِّرُ وَهوَ حَزينٌ، 

ثُمَ صاحَ: لَقدْ وَجدْتُ الحَلَّ، 

سأُغلِّفُ جَسَديَ بالطِّينِ.

لكِنَ الشَّمسَ كانَتْ سَعيدةً 

يَومَها، وأرسَلَتْ أشعَّتَها الذَّهبيةَ إلى كُلِّ مَكانٍ، فَصارَ الطِّينُ الذي يُغلِّفُ الدُّبَ 

يابِساً في الحالِ، وأَصبَحَ دَبدوبُ المَسكينُ 

جامداً كأنَّهُ تِمثالٌ.

مَرَّت الغزالةُ بِجانبِ الدُّبِ وَهيَ تَحمِلُ كَعكةً، طَلبَ مِنها المُساعدةَ، فَقالَتْ على الفورِ: آسفةٌ يا دبدوبُ لا أقدرُ، أنا ذاهِبةٌ إلى حَفلةِ عيدِ ميلادِ الفيلِ؛ وَالطينُ سَيلوثني. لَن أقتَرِبَ مِنهُ، مُستحيلٌ.

مَرَّ الأرنبُ بِجانبِ الدُّبِ وَهوَ يَحمِلُ دَلوانِ، فَطَلَبَ مِنهُ المُساعَدةَ، لكنَّ الأرنبَ رَفَضَ وَقالَ: اعذُرني يا دَبدوبُ فَأنا شَديدُ التعبِ، لَقدْ غَرَسْتُ حَقلاً كامِلاً مِنَ الجَزَرِ وَيَجِبُ أن أسقيهِ كُلَّهُ مِن ماءِ هذا النهرِ، وَعَليَّ فِعلُ ذلكَ الآنَ.

رأى الدُّبُ الثَعلبَ قادماً يَجري مِن بَعيدٍ وَهوَ 

يَحمِلُ ثلاثَ كُراتٍ، فَطَلبَ مِنهُ المساعدةَ، فَقالَ: 

أنا آسفٌ يا دبدوب، حانَ وَقتُ المُباراةِ وَأنا مُتأخِرٌ 

كالعادةِ، يَجِبُ أن أكونَ في المَلعَبِ الآنَ، 

فَالفَريقُ الفائزُ سَيَحصُلُ على سَلَّةٍ مِنَ البيضِ 

الطازجِ، يا لها مِن جائزةٍ.

بَعدَ وَقتٍ طَويلٍ شَعرَ الدُّبُ بالمَللِ ولا يَدري ما العَملُ. مَرَ بِجانِبِهِ قُنفُذٌ يَمشي بِهدوءٍ. نَظَرَ القُنفذُ وَقالَ: كيفَ حالكَ أيُها الدبُ؟ 

لَستُ بخيرٍ أبَداً، لَم آكل اليَومَ عَسَلاً وَلَم أَذهب إلى أيِ مَكانٍ، أَجابَ الدُّبُ.

رَدَّ القُنفذُ: يَبدو أَنكَ تَحتاجُ إلى مُساعدةٍ، سَنَجدُ حَلاً، فلا تَقلقْ.

ضَحِكَ دَبدوبُ وَقالَ: وَهَل تَقدِرُ أَنتَ على المُساعَدةِ؟ إنَّ الغَزالةَ صاحِبةُ القرنانِ الخَطيرانِ وَالأرنبَ الذكيَّ لَم يَستطيعا المُساعدةِ، حتى الثَعلبُ هَربَ عِندَ رؤيتي، وَهوَ المُعتادُ دوماً على إيجادِ الحلولِ.

وما أنتَ أيُها القُنفِذُ إلا كائنٌ صَغيرٌ، يَختَبأُ وَيَتكوَّرُ أمامَ كُلِّ أمرٍ خَطيرٍ، وَلولا حَصيرَ الشَوكِ على ظَهرِكَ لانتهى أمرُكَ.

شَعَرَ القُنفُذُ بالحُزنِ عِندَ سَماعِ كَلامِ الدُّبِ، وَلكِنَّهُ عَزَمَ على المُساعَدةِ، وَنَفَشَ شَوكَهُ كُلَّهُ وَاقتَربَ حتى انغَرَسَ الشَوكُ الحادُّ في قَدَمِ الدُّبِ.

طارَ دَبدوبُ مِنَ الألمِ في الهواءِ، ثُمَ وَقَعَ في بِركةِ الماءِ، فَزالَ الطِّينُ مِن كُلِّ جَسَدهِ بِلا عَناءِ. أخيراً صارَ دَبدوبُ حُراً، يُحَرِّكُ أطرافَهُ وَيَرقُصُ فَرِحاً.

اعتَذَرَ دَبدوبُ مِنَ القُنفُذِ الذي حَقاً استَطاعَ المُساعدَةَ، وَمِن يَومِها لَم يَعُد دَبدوبُ عَنيداً، فَقَد تَعَلَّمَ دَرساً جَديداً، مَن يُريدُ مُساعدَتَنا نَقولُ لَهُ شُكراً بِوجهٍ سعيدٍ. 

اعتَذَرَ دَبدوبُ مِنَ القُنفُذِ الذي حَقاً استَطاعَ المُساعدَةَ، وَمِن يَومِها لَم يَعُد دَبدوبُ عَنيداً، فَقَد تَعَلَّمَ دَرساً جَديداً، مَن يُريدُ مُساعدَتَنا نَقولُ لَهُ شُكراً بِوجهٍ سعيدٍ. 

آخر الإضافات

Scroll to Top