Initiative Dadd Freiwilligenarbeit

خلاصة القصة

كان هناك تاجر بخيل شحيح على أسرته، وما من حل لدى الزوجة التي عانت كثيرا من بخله الشديد سوى التحايل على النساء لتدبر أمورها. وبعدها أصبحت جشعة وماكرة…

وذات يوم مرت متسولة على القرية تجوب الأزقة حتى وصلت إلى منزل التاجر البخيل تطلب الصدقة والعطية، فكيف تصرفت عائلة البخيل وماذا كانت النتيجة يا ترى؟ 

من مواليد جوان 1978 ببجاية _ الجزائر. هي خياطة متحصلة على شهادة في هذا المجال، تهوى كتابة القصص، والشعر، والنصوص المسرحية وكتابة السيناريوهات، كما أن لديها هوايات أخرى كالرسم وتصميم الأزياء.

مؤلفاتها؛ الأول بعنوان (بائعة الفخار) صدر سنة 2020 والثاني (رحلة غريب) صدر سنة 2022 .

«تتوافق أهدافي مع أهداف مبادرة ض من خلال مشاريعها المُثرية لأدب الطفل (حكايات ض)، وأتمنى أن تساهم مؤلفاتي في إثراء أدب الطفل.» غانية برابز.

طالب هندسة ميكانيكا جامعة الاسكندرية. يعمل كرسام حر في مجال قصص الأطفال ورسم الخلفيات والشخصيات. يطمح لأن تكون له بصمة في عالم رسومات الأطفال، وهو ما دفعه ليكون ضمن فريق رسامي مشروع حكايات ض2.

يُحْكَى أنَّ تاجِراً يَعِيشُ فِي قَرْيَةٍ جَمِيلةٍ، وَكَانَ يَمْلِكُ دُكَاناً لبَيْعِ العَقَاقِيرِ، يَعْمَلُ بِلَا كَلَلٍ

وَعَيبُهُ الوَحِيدُ البُّخْلُ؛ كَانَ بَخِيلاً وَشَحِيحاً، لَا يُنْفِقُ دِينَاراً وَاحِداً عَلَى أُسْرَتِهِ وَلَا يُبَالِي

لِعَنَائِهِمْ، فَهَمُّهُ الوَحِيدُ جَنيُ المَالِ وتَكْدِيسُهِ.

عَانَتِ الزَّوْجَةُ كَثِيراً مِنْ بُخْلِهِ الشَّدِيدِ، وَهِيَ لَا أَهْلَ لَهَا تَلجَأُ إِلَيْهِمْ وَتَشْكُو لَهُمْ مُعَانَاتَهَا مِنْ تَصَرُّفَاتِ زَوْجِهَا، وَلَا خَيَارَ لَدَيْهَا سِوَى الصَّبْرِ وَالتَّفْكِيرِ فِي تَدَّبُرِ أمُورِهَا.

الاِسْتِدَانَةُ مِنَ الجِيرَانِ وَنِسَاءِ القَرْيَةِ هُوَ مَلَاذُهَا الأَخِيرُ الَّذي يُخْرِجُهَا مِنَ الصُّرُوفِ.

وَالخَجَلُ يَعْتَرِيهَا حِينَمَا تَطْلُبُ شَيْئاً مَا مِنْ إِحْدَاهِنَّ، ولَمَّا أَحَسَّتْ مِنْهُنَّ بِالاِنْزِعَاجِ والنُّفُورِ مِنْ طَلَبِهَا المُتَكَرِّرِ .

فَكَرَتْ طَوِيلاً فِي إِيجَادِ حَلٍ آخَرَ لِمُشْكِلَتِهَا، فَاضْطَرَتْ إِلَى التَّحَايُلِ عَلَى النِّسَاءِ واِبْتِزَازِهِنَّ، وَمَا إِنْ تُلْقِي نَظَرَهَا عَلَى شَيْءٍ أَعْجَبَهَا، فَتَخْتَّلِقُ حِيلَةً حَتَّى تَظْفَرَ بِهِ. يَوْمًا بَعْدَ يَوْمْ اِزْدَادَ طَمَعُهَا وَجَشَعُهَا واِكْتَسَبَتْ عَادَّةً سَيِئَةً، لِذَا تَحْتَرِسُ نِسْوَةُ القَرْيَةِ مِنْهَا حَتَّى لَا يَقَعْنَ فِي حِبَالِهَا، وَأَصْبَحَتْ سِيرَتُهَا عَلَى كُلِ لِسَانْ. البَعْضُ أشْفَقَ عَليْهَا وَكَانَ يَرَاهَا اِمْرَأَةً مِسْكِينَةً فَبُخْلُ زَوْجِهَا هُوَ الذِّي دَفَعَهَا إِلَى ذَلِكَ الوَضْعِ الذِّي آلَتْ إِلَيْهِ، أَمَّا البَعْضُ الآخَرُ فَيَلُومُهَا وَقَدْ اعْتَبَرَ أَنَّ سُلُوكَهَا غَيْرَ لَائِقٍ وَلَا مُبَرِرَ لَهُ مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُهَا.

أَمَّا اِبنَهُ الوَحِيدُ فَيَلُوحُ مِنْ مَنْظَرِهِ بِلِبَاسِهِ الرَّثِّ كَحَالِ فَقِيرٍ مُعْوِزٍ.

ذَاتَ مَرَّةٍ طَلَبَ مِنْ أَبِيهِ أَنْ يَشْتَرِيَ لَهُ كُرَةً لِيَلْعَبَ بِهَا مَعَ أَصْدِقَائِهِ، وَطَبْعاً طَلَبُهُ مَرْفُوضٌ وَ مُسْتَحِيلُ المَنَالِ لِبُخْلِ وَالِدِهِ، فَصَنَعَ لِنَفْسِهِ كُرَةً مِنَ القَشِّ وَكَّلَمَا اِهْتَرَأتْ بَدَّلَ القَدِيمَةَ بِكُرَةٍ جَدِيدَةٍ.

وَفِي أَحَدِ الأَيَامِ مَرَّتْ عَلَى القَرْيَةِ مُتَسَوِّلَةٌ تَجُوبُ الزُّقَاقَ تَسْأَلُ النَّاسَ الصَّدَقَةَ وَالعَطِيَّةَ. وَعِنْدَ الظَهِيرَةِ وَصَلَتْ إِلَى مَنْزِلِ التَّاجِرِ البَخِيلِ، فَوَضَعَتْ قُفَّتَهَا بِجَانِبِ البَابِ وَبِصَوْتٍ حَزِينٍ يَمْتَزِجُ بِالتَّعَبِ وَالخَجَلِ نَادَتْ قَائِلَةً: يَا أهْلَ هَذَا البَيْتِ الطَيِّبِينَ…أَنَا اِمْرَأَةٌ مِسْكِينَةٌ ومُحْتَاجَةٌ،

فَهَلْ لَكُمْ بِصَدَقَةٍ لي وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللّهِ وَدَعَوَاتِي لَكُمْ أَنْ يَرْزُقَكُمْ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَحْتَسِبُونَ.

بَيْنَمَا هِيَ تُرَدِّدُ الكَلَامَ نَفْسَهُ وَإذَا بِزَوْجَةِ البَخِيلِ تَفْتَحُ لَهَا البَابَ قَائِلَةً: مَا حَاجَتُكِ يَا اِمْرَأَة؟

فاحْمَرَّ وَجْهُهَا خَجَلاً ورَدَّتْ عَلَيْهَا: هَلْ لِي بِصَدَقَةٍ وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللَّهِ.

قَالَتْ زَوْجَةُ البَخِيلِ: اِنْتَظِرِي قَلِيلاً.

فَهَمَّتْ لِتُخْبِرَ زَوْجَهَا ثُّمَ تَوَقَفَتْ بُرْهَةً مِنَ الزَّمَنِ تُحَدِّثُ نَفْسَهَا: أَنَا مُتَيَقِّنَةٌ بِأَنَّهُ لَنْ يُعْطِيَهَا أَيَّ شَيْءٍ وسَيَرُدَّهَا فَارِغَةَ اليَدَيْنِ، فَالبُّخْلُ قَدْ أعْمَى بَصِيرَتَهُ.

بَيْنَمَا هِيَ تُحدِّثُ نَفْسَهَا، وَقَعَتْ عَيْنَاهَا عَلَى القُفٌَة. 

فَقَالَتْ لِنَفْسِهَا: أنَا مُتَأَكِدَةٌ أَنَّ هَذِهِ المَرْأَةَ تَحْمِلُ مَعْهَا المَالَ أَيْضاً،

 لَنْ أتْرُكَهَا تَعُودُ

أَدْرَاجَهَا…هَيَّا فَكِّرِي. فَخَطَرَتْ بِبَالِهَا خُطَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ

وَهِيَ لَا تَزَالُ تُفَكِّرُ، حَمَلَتِ المُتَسَوِّلَةُ القُّفَةَ لِتَمْضِيَ إِلَى حَالِ سَبِيلِهَا مُعْتَقِدَةً أَنَّ أحَداً لَنْ يُقَدِّمَ لَهَا الصدَقَةَ في هذا البيتْ. قَالَتْ: حَسَنًا، أَتْرُكُكِ فِي رِعَايَةِ اللهِ، فَأَمَامِي طَرِيقٌ طَوِيلٌ.

فَأَوْقَفَتْهَا وَرَاحَتْ تَخْتَلِقُ لَهَا الأَكَاذِيبَ. أخْبَرَتْهَا بِأَنَّ زَوْجَهَا يَبْحَثُ عَنْ خَادِمَةٍ لِتُسَاعِدَهَا فِي أَشْغَالِ البَيْتِ، فَاقْتَرَحَتْ عَلَيْهَا أَنْ تَعْمَلَ لَدَيْهِمْ لِمُدَّةِ أَرْبعَةِ أيَامٍ مُقَابِلَ ثَمَنِ مَؤُونَةِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً.

قالت المُتَسَوِّلَةُ: وَلَكِنْ أَنَا…

قَاطَعَتْهَا قَائِلَةً: هَذِهِ فُرْصَةٌ لَنْ تُعَوَّضْ، وَأُرِيدُ مُسَاعَدَتَكِ فَقَطْ، ومَا دَامَ زَوْجِي يَبْحَثُ عَنْ خَادِمَةٍ، فَلِمَ لَا تَقْبَلِينَ؟ وَعَلَى كُلِّ حَالٍ كَمَا تَشَائِينَ.

فَكَرَتْ قَلِيلاً وَقَالَتْ فِي قَرَارَةِ نَفْسِهَا: لِمَ لَا أَقْبَلُ عَرْضَهَا؟ فَقَدْ أكْرَمَنِي اللهُ . فَوَافَقَتِ المِسْكِينَةُ

وَلَمْ تَفْطِنْ لِنوَايَاهَا الشِّرِّيرَةِ، اِبْتَسَمَتْ زَوْجَةُ البَخِيلِ اِبْتِسَامَةً خَبِيثَةً وَطَلَبَتْ مِنْهَا أَنْ تَنْتَظِرَ

بِضْعَ دَقَائِقَ حَتَّى تُخْبِرَ زَوْجَهَا بِذَلِكَ، فَهَرَعَتْ مُسْرِعَةً إِلَيْهِ وَأَقْنَعتْهُ بِخُطَتِهَا. وَافَقَ عَلَى الفَوْرِ

دُونَ أَنْ يُفَكِّرَ فِي الأَمْرِ، رَجَعَتْ إِلَيْهَا وَأَدْخَلَتْهَا إِلَى المَنْزِلِ، وَبَدَأَتِ الأَوَامِرُ تَنْهَالُ عَلَيْهَا

دُونَ تَوَقُّفٍ وَلَمْ تُمْهِلْهَا حَتَّى بَعْضَ الوَقْتِ لِتَسْتَرِيحَ مِنْ سَفَرِهَا.

ظَلَّتِ المُتَسَوِّلَةُ تَشْتَغِلُ طَوَالَ اليَوْمِ وَلَمْ تَنَلْ مِنْ عَمَلِهَا المُتَوَاصِلِ سِوَى قِطْعَةٍ صَغِيرَةٍ مِنَ الكِسْرَةِ وَكُوبٍ مِنَ الحَلِيبِ، شَعَرَتْ بِالجُوعِ فَرَاحَتْ تَأْخُذُ الطَعَامَ مِنَ القُفَّةِ حَتَّى فَرِغَتْ.

 أَمَّا الزَّوْجَةُ الجَشِعَةُ فَطَوَالَ الوَقْتِ تَتَرَصَّدُهَا لِتَعْلَمَ إِنْ كَانَ بِحَوْزَتِهَا المَالُ، وَلِسُوءِ حَظِّهَا العَثِرْ فَإِنَّهَا لَم تَكُنْ تَمْلِكُ ديناراً وَاحِداً كَمَا خُيِّلَ لَهَا فَحَدَّثَتْ نَفْسَهَا: يَا لِحَظِّيَ السَّييِء!.

أَمَّا البَخِيلُ فَلَمْ يَرْتَحْ لَهُ بَالٌ وَالشُّكُوكُ تُرَاوِدُهُ حَوْلَ المَرْأَةِ الغَرِيبَةِ، وَكُلَّمَا عَادَ إِلَى البَيْتِ تَفَحَصَ المَالَ الذِّي خَبَأهُ خَوْفاً مِنْ سَرِقَتِهِ. وَفِي اليَوْمِ الثَالِثِ مَا قَبْلَ الأَخِيرِ مِنْ مُغَادَرَتِهَا، بَقِيَ طَوَالَ اللَّيْلِ يُفَكِرُ فِي كَيْفِيَةِ إِخْفَاءِ نُقُودِهِ، فَطَرَأَتْ بِبَالِهِ فِكْرِةٌ وَنَامَ قَرِيرَ العَيْنِ.

وَمَعَ طُلُوعِ الفَجْرِ نَادَى عَلَى اِبْنِهِ وطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُسَلِمَهُ الكُرَةَ القَشَيَّةَ خَاصَتَهُ، وَوَعَدَهُ بِأَنْ يَشْتَرِيَ لَهُ كُرَةً جَمِيلَةً لِيَلْعْبَ بِهَا وأَعْطَاهُ إيَاهَا الاِبْنُ طَوْعاً مُحَدِّثاً نَفْسَهُ:  أَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يَشْتَرِيَ لِي، ولَكِنَّنِي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرْفُضَ طَلَبَهُ وَسَأَصْنَعُ كُرَةً أُخْرَى جَدِيدَةً . فَأَمْسَكَ البَخِيلُ الكُرَةَ وَأَسْرَعَ مُهَرْوِلاً إِلَى المكَانِ الذِّي أَخْفَى فِيهِ المَالَ وَفَتَحَهَا، أَخْرَجَ مِنْهَا بَعْضَ القَشِّ وَوَضَعَ فِي وَسَطِهَا كُلَّ مَا جَمَعَهُ مِنْ نُقُودٍ ثُمَ أَعَادَ إِلَيْهَا القَشَّ الذِّي نَزَعَهُ مِنْهَا وَأَغْلَقَهَا فَأَحْكَمَ رَبْطَهَا

ثُّمَ دَخَلَ غُرْفَتَهُ وَوَضَعَهَا دَاخِلَ الصُنْدُوقِ الخَشَبِيّ بَيْنَ المَلَابِسِ، وَكَمَا هُوَ مُعْتَادُ لَمْ يُعْلِمْ زَوْجَتَهُ بْالأَمْرِ

 اِنْقَضَتْ الأَيَامُ المُتَّفَقُ عَلَيْهَا، وَفِي الصَّبَاحِ البَاكِرِ ذَهَبَ البَخِيلُ إِلَى عَمَلِهِ كَعَادتِهِ، أَمَّا زَوْجَتُهُ فَاتَّجَهَتْ إِلَى المُتَسَوِّلَةِ فَوَجَدَتْهَا مُسْتَيْقِظَةً تَتَّهَيَأُ لِلْرَّحِيلِ، فَخَاطَبَتْهَا قَائِلَةً: لِمَ العَجَلَةُ؟…اِبقَيْ حَتَّى المساء.

فَرَدَّتْ: إِنَّهُ يَوْمٌ مَاحِقٌ، وَلِذَا مِنَ الأفْضَلِ أَنْ أَذْهَبَ الآَنَ حَتَّى لَا تُدْرِكْنِي حَرَارَةُ الشَّمْسِ، وَمَاذَا عَنْ الِاتِّفَاقِ؟ اِدْفَعِي لِي ثَمَنَ خِدْمَتِي لَكِ.

بَدَتِ الزَّوْجَةُ الجَشِعَةُ قَلِقَةً وَمُضْطَرِبَةً، فَطَلَبَتْ مِنْهَا أَنْ تَنْتَظِرَ لَحْظَةً

لِتُحْضِرَ لَهَا المَالَ. دَخَلَتْ إِلَى غُرْفَتِهَا وَجَلَسَتْ عَلَى السَّرِيرِ تُفَكَّرُ فِي حِيلَةٍ ثُّمَ قَامَتْ تَمْشِي ذَهَاباً وَإِيَاباً 

فَاتَّجَهَتْ نَحْوَ الصُنْدُوقِ الخَشَبِيِّ وَفَتَحَتْهُ وَهِيَ لَاتَزَالُ تُكَلِمُ نَفْسَهَا بِكَلَامٍ غَيْرِ مَفْهُومٍ، وَفِي الوَقْتِ نَفْسِهِ تُقلِّبُ المَلَابِسَ، وَجَدَتِ الكُرَةَ القَشَيَّةَ فَقَالَتْ: وَلَدٌ مُشَاكِسْ…خَبَّأَ كُرَتَهُ هُنَا، سَأُعَاقِبُهُ عَلَى ذَلِكْ.

وَهِيَ تُتَمْتِمُ رَاوَدَتْهَا خُدْعَةٌ وَاِرْتَسَمَتْ عَلَى مُحْيََّاهَا اِبْتِسَامَةٌ مَاكِرَةٌ، فَحَمَلَتِ الكُرَةَ بَيْنَ يَدَيْهَا وَأَقْبلَّتْ عَلَى المُتَسَوِّلَةِ مُشِيرَةً إِلَى الكُرَةِ القَشِّيَّةِ قَائِلَةً لَهَا: ثَمَنُ تَعَبِكِ دَاخِلَهَا، ولِكِنْ لَا تَفْتَحِيهَا حَتَّى تَصَلِي إِلَى بَيْتِكِ لِأَنِّي أَخَافُ عَلَيْكِ مِنَ اللُّصُوصِ.

أَمْسَكَتِ المُتَسَوِّلَةُ الكُرَةَ وَوَضَعَتْهَا دَاخِلَ القُفَّةِ شَاكِرَةً كَرِيمَ فَضْلِهِمْ، وَأَمْطَرَتْهَا بُالدُّعَاءِ

وَوَدَعَتْهَا ثُّمَ غَادَرَتِ المَنْزِلَ، فَجَدَّتْ فِي سَيْرِهَا حَتَّى تَصِلَ إِلَى بَيْتِهَا قَبْلَ مَغِيبِ الشَّمْسِ.

تَنَهَدَتْ زَوْجَةُ البَخِيلِ 

عِنْدَ المَسَّاءِ عَادَ زَوْجُهَا إِلَى المَنْزِلِ، أَخْبَرَتْهُ بِالخُطَّةِ الَّتِي دَبَّرَتْهَا وَكَيْفَ تَمَكَّنتْ مِنْ خِدَاعِ المِسْكِينَةِ وَرَاحَتْ تَفتَخِرُ بِنَفْسِهَا وَمَدَى ذَكَائِهَا وَدَهَائِهَا، بَقِيَ يَسْتَمِعُ لَهَا مَصْدُوماً مَذْهُولاً وَهُوَ لَا يُصَدِّقُ مَا حَدَثَ فَاسْتَشَاطَ غَضَباً صَائِحاً: أَمْوَالِي دَاخِلَ 

الْ …مَاذَا صَنَعْتِ؟ وَيْحَكِ يَا… وَسَقَطَ أَرْضاً مُغْمًى عَلَيْهِ، وَحِينَمَا اِسْتَفَاقَ بَدَأَ بِالصُّرَاخِ وَالعَوِيلِ وَبِأَعْلَى صَوتِهِ يُرَدِّدُ: نُقُودِي… نُقُودِي. فَاجْتمَعَ الجِيرَانُ حَوْلَهُ يَتَهَامَسُونَ فِيمَا بَيَنَهُمْ مُتَسَائِلِينَ عَنْ سَبَبِ كُلِّ هَذِهِ الضَّجَّةِ، فَاقْتَرَبَتْ مِنُهُ زَوْجَتُهُ قَائِلَةً: بُخْلُكَ سَبَّبَ لَنَا الشَّقَاءَ وَالبُؤْسَ وَأَنَا قَدْ صِرْتُ اِمْرَأَةً مَاكِرَةً، وَفُلُوسُكَ ذَهَبَتْ 

آخر الإضافات

Nach oben scrollen