وجهان لعملة واحدة
تأليف: ياسمين إدريس | الدولة: تونس
تسألني يا سيدي القاضي لماذا قتلت نرجس؟ وتريد أن تعرف السبب بكل إصرار، لكنني في الحقيقة لم أقتلها يا سيدي، ولا يمكنني أن أفكّر أبدًا في هذا الأمر. لا شك أنك تتوهم الأمر، أو أن بعض الوشاة قد أخبروك بهذا الأمر وافتروا عليّ زورًا وبهتانًا على أمل الإيقاع بي، رغم أنني لا أعرف لي عاذلًا أو عدوًّا قد يتهمني بتهمة من العيار الثقيل كهذه على أمل التخلص منّي أو الزج بي في السجن، أو لعلها مزحة ثقيلة من مخططات أصدقائي؛ فقد عهدت مقالبهم الّتي تكاد تودي بحياة الفرد لولا ألطاف الله، لو أن الأمر كذلك فلتخرجوا من مقاعدكم وكفى، لقد ضقت بهذا ذرعًا.
كيف أتّهم بهذه الجريمة النكراء، والجميع يعرف صلتي الوثيقة بنرجس والمودة الّتي تجمعنا والألفة الّتي توحّدنا، إنها صديقتي، وإن صحّ القول فهي توأم روحي وأختي الّتي لم تنجبها أمّي مذ سنين عديدة، لا أتمكّن من إحصائها نظرًا لكثرتها، لقد كنت أعشقها، كانت مرآة روحي، كانت بئرًا عذبة أستقي منها عند الظمأ، وأودعها كلّ أسراري، كانت بدري في الليالي الأشد حلكة وشمسي المشرقة في أيام الشتاء الملبّدة بالسّحب. كانت ملاذي. لطالما ساعدتني على تجاوز الصّعاب، ولطالما قابلت صنيعها الطّيب بالمثل وأكثر، كنت أجود عليها بأشياء قد أحرم نفسي منها وأقول في قرارة نفسي هي أنا وأنا هي، وسعادتها من سعادتي، ولم أمنّ عليها بشيء بتاتًا، كانت لروحي غذاء ولكلومي دواء، فكيف أتهم بإراقة دمها؟
«لماذا وضعت حدًّا لحياة نرجس؟»
أيطرح عليّ أنا هذا السؤال، أنا الّتي أسير على الأرض كملاك خشية أن أطأ ـ دون قصد ـ حشرة وألحق بها الأذى، ليس هناك في هذا الكون الكئيب أشد فظاعة عندي من مرأى الدّماء حتّى دماء الحشرات، أنا الّتي أمقت مناظر القتل والحروب حيثما حلّت، ولطالما حلمت بمدينة فاضلة كمدينة أفلاطون تخلو من المجازر وأم قشعم والدّماء حتّى نأيت عن مجال الطّب، ولم أقتف خطى أبي الّذي برع فيه؛ لأن لا قوة لي على ولوج غرفة العمليات لأشاهد سيول الدّماء الغزيرة المتدفقة، حتى إن خياطة جرح ضئيل أو معالجة نزيف بسيط يصيبانني بالدوار من هول منظرهما. أنا الّتي ترفض رفضًا باتًّا حضور مراسيم ذبح الأكباش يوم عيد الأضحى، متجاهلة قدسيتها والأجر الّذي قد يطالني بفضلها، كيف لي أن أشاهد مصرع صديقي الخروف الّذي نزل ضيفًا عندنا طيلة أسبوع وأجزلنا العطاء له وأكرمنا مثواه، أبسهولة أغدره وأراه صريعًا يتخبّط في دمائه؟ هذا حيوان جاورني أسبوعًا أرفض مشاهدته قتيلًا، فما بالك بقتل صديقتي الّتي كانت بمنزلة رفيقة عمر لي، هل تتصورني أهشّم رأسها أو أطعنها أو أبقر بطنها ببشاعة.
لا أحفل بدمائها المتدفقة في كلّ الأرجاء؟ لا يا سيدي القاضي أبدًا، هذه تهمة مغرضة وجور صريح، هذا حدث مستحيل الوقوع، فكيف تصدّق مثل هذا الهراء؟
يا سيدي، لست بمجرمة قتلت رفيقة دربها، فلو أنّك تقبل هذا أساسًا لاستجوابي، سوّل لي أن أروي لك خلاصة ما قد يهمّك من قصّة حياتي وعلاقتي بنرجس.
منذ سنوات لا تكاد تحصى، في مطلع طفولتي انتقلت نرجستي وأسرتها للسكن بحيّنا، كنّا طفلتين في عمر متقارب، فقد كانت تكبرني بسنة ونيف، لم نتعرف على بعضنا حينها، كنت أعرف اسمها ومنزلها فحسب، وهي كذلك على الأرجح.
مرّت سنوات وسنوات إلى أن نظمت وكالة أسفار رحلة إلى إحدى المدن الشمالية الرائعة الّتي تعجّ بالآثار والمناظر الخلابة والمروج الممتدة، فأصرّت أمّي على المشاركة فيها واصطحابنا معها، ولم نعص لها أمرًا.
في الحافلة الّتي ستقلنا إلى هناك، فوجئت بأنّ نرجس كانت من جملة الرّكاب، وبالصدفة كنّا الطّفلتين الوحيدتين، جلسنا معًا، ثم رحنا نتبادل مختلف أطراف الحديث حتى وصلنا للمدينة الّتي يممنا شطرها.
لم نفترق طوال اليوم، رحنا نلتقط الصّور على مقربة من الآثار ونطلق العنان لأنفسنا في المروج الممتدة، نركض ونعبث والبسمة لا تفارق وجوهنا حتّى أنهكنا التعب، فقفلنا عائدين نحو مدينتنا.
منذ ذلك اليوم، كنا نحيي بعضنا البعض عند كلّ لقاء ونبقى لساعات طويلة نتبادل أطراف الحديث دون كلل حتى يسدل الليل ستائره المعتمة فنفترق مكرهتين.
مرّت أيّام وأيّام، وأعاد القدر جمعنا في قاعة رياضة، كنّا هاويتين لكرة السلّة، نكاد نتمرّن يوميًّا، لا من فرط حرصنا على التّمارين وإنّما ليتسنّى لنا أن نلتقي باستمرار، وهكذا توطّدت علاقتنا، كنّا نتمرّن نهارًا، ونتجوّل في مدينتنا ليلًا لنتسامر حتى مطلع الصّباح، أصبحت نرجس خبزي اليومي وإكسير حياتي الّذي لا أقوى على الحياة بدونه، لك أن تشبه علاقتنا حينها بعلاقة مولاي جلال الدّين الرّومي وتوأمُ روحه شمس الدّين التبريزي.
زاولنا دراستنا في المرحلة المتوسطة بالمدرسة نفسِها الّتي تقع بعيد منزلينا، كنا نسير معًا في طريقي الذهاب والإياب، ونجلس معًا في الفسحة. حتى عندما ارتقت للمرحلة الثانوية بنجاح وانتقلت لمعهد آخر حزّ في نفسي فراقها وآلمني بعادها رغم أننا كنا نلتقي من فترة إلى أخرى، لكن هذا لم يكن كفيلًا بسدّ رمقي إليها.
ما قد لا تعرفه يا سيّدي القاضي أننا كنّا متشابهتين حدّ التطابق، متناقضتين حدّ الغرابة، كنا وجهين لعملة واحدة ولكن لكل واحدة ما تتفرّد به، فأنا مثلًا شغفت حبًّا بالآداب والتّاريخ والعلوم الإنسانية حتى تخصصت فيها، أمّا هي فقد نبغت في العلوم والرّياضيات، أنا كنت شقراء بعينين عسليتين، وهي كانت سمراء بشعر ليلكيّ ، أنا كنت أحب العطور الّتي ترتكز على رائحة الأزهار وهي تحب العطور الّتي ترتكز على روائح الفاكهة، أنا كنت أفضّل الموسيقى الرّاقية والهادئة، أما هي فكانت تميل للموسيقى الصّاخبة، أنا كنت أهوى الثياب الكلاسيكيّة ممّا جعلني مميّزة عن البقية، أمّا هي فتنافس بنات جيلنا على الملابس الأكثر حداثة.
كنّا سعيدتين معًا، كل تعيش في كوكبها وتوحّدنا مجموعة شمسيّة واحدة، كنّا متكاملتين ومختلفتين لا متخالفتين، ولم أفكر يومًا أنّها قد تدنو من عالمي وتقتنص منه شيئًا، كنت واثقة بها فلم أضع حواجز تفصلنا أبدًا، كانت على دراية بكلّ ما أفعله، تعلم مليًّا أنشطتي ومشاريعي المستقبليّة، كانت نجمة دريّة تسبح برويّة وشغف في فلكها، فمن أدراني أنّها قد تخترق فلكي وتعيث فيه فسادًا؟
كنت مطالعة شغوفة، أتيه دومًا في غيهب الكتاب ولا أبالي، أمضي السّاعات في المكتبة؛ فلا تراني إلا أطالع كتابًا، أو أناقش أحدهم حول رواية، أو أدون ملاحظاتي المتعلّقة بإحداها، وربّما ألقي على مسامع الرّواد آخر ما كتبت، فقد كانت الكتابة هي الأخرى من هواياتي. فوجئت بأن نرجستي أصبحت تطالع فتسألني عن عناوين كتب قيّمة أو تقترض منّي بعضها ولم أكن لأعترض، بل بالعكس سعدت لها وشجعتها ثم حاولت جرّها نحو هذا الإدمان المحمود بكلّ ما أوتيت من قوّة.
ذات مساء، كنت جالسة في غرفتي بوداعة وقد أنهكني تعب يوم بأسره حتّى قدمت، عمّتني فرحة عظيمة لرؤيتها، فقد اشتقتها كثيرا ولم تكن لتتكرم بزيارتي أو حتى مهاتفتي، جلسنا قليلًا كعادتنا وأنبأتني بأخبارها وتقصّت أخباري، ومن ثمّة نظرت لي باستعطاف وقالت: أتسدين لي معروفًا وأكون لك شاكرة؟
قبلت على الفور وبسمة صبوح تعلو وجهي، هل لي أن أرفض مساعدة حبيبتي؟ كلا وألف كلا. التمعت عيناها من فرط الفرح وقالت: «في الحقيقة، سينظّم معهدي تظاهرة ضدّ العنف، وعندما هممنا بتوزيع الأدوار سألتنا الأستاذة إذا كان هنالك أحد منّا يجيد نظم الشّعر، فأومأت أن أنا، فطلبت منّي كتابة قصيدة في الغرض لألقيها يوم التّظاهرة، وأنت تدرين مليًّا أن لا علاقة لي لا بنظم شعر ولا بكتابة نثر ولا أفقه من فنون العرض والإلقاء شيئًا، هل لك أن تقرضيني بعضا من كلماتك وتلقنيني كيفيّة استعراضها؟ أرجوك يا حبيبتي، لا تنسي، فأنا أنت وأنت أنا وكلماتك هي كلماتي».
أصابني كلامها بالانزعاج، واعتراني ضيق مفاجئ و تبرّمت، لم أتصوّر أنّها قد تطلب منّي طلبا كهذا يا سيدي القاضي، معك حق لو لم تتفهم موقفي، أنت لا تعلم معنى أن يكتب كاتب نصًّا أو قصيدة فيودعه أحلامه ويسبّحه بحروف من فضّة يتلقاه من الإلهام كأنّه هديّة السّماء إليه، يكتبه بحبر الوجع وقلم على ورق من شغف، يتمخّضه كما تتمخّض أم، ويا لألم المخاض ما أشدّه، ما أوجعه، يعتبره ابنًا له، فهل تفرّط الأمّ بأبنائها وترتضي أن ينسبوا لامرأة أخرى لم تتعذّب لتنجبهم ولم تشهد ويلات مخاضهم ولم تسهد اللّيل لتحرسهم وترعاهم؟ امرأة غريبة أخرى لا تحمل تجاههم ذرة مشاعر، لا تعطف عليهم ولا تفهم تركيبتهم، لا يا سيّدي القاضي، لا أظنّ هذا، عاتبتها كيف تنوّط بعدتها مهمة لا تمتّ لها بصلّة، فأردفت دون مبالاة «قد لا تمت لي ولكنها تمتّ لك على كل حال، هيا ألست شاعرة كما تزعمين؟ أعطني قصيدة ودربيني عليها».
بلغ منّي الحنق مبلغًا كبيرًا، لكنّني حافظت على برودة أعصابي وتحجّجت بأنني أعاني من وعكة إلهام في الوقت الحالي، وأن لا قصائد سابقة لي في الموضوع الّذي تطلبه، وأن الكتابة ليست عملًا فوريًّا ولا معادلة رياضيّة، كلّما أردت حلّها تسنّى لي ذلك، بل هي عمل يتطلّب الدّقة والتّروي وبالطّبع حضور الإلهام الّذي قد يحضر وقد لا يفعل. رمقتني بنظرة شزر وصرخت: «لا يهمّني، اعتصري دماغك أو افعلي ما شئت، المهم لا تضعيني في حرج أمام زملائي وأساتذتي، أليس الصّديق وقت الضيق؟ هيا أنقذيني وبرهني حبّك لي». تمالكت أعصابي ليلتها ولم تبدر منّي أية إساءة رغم عمق الأذى الّذي تسببت لي به.
منذ ذلك اليوم أصبحت تتصل بي يوميًّا ملحّة في طلبها، فلم أملك إلا أن أذعن لها وكلّي أسى ولوعة، أما ليلة التظاهرة فقد زارتني حوالي السّاعة السّادسة مساء، بمجرّد انتهاء الدّوام المدرسي لم تبرح المنزل إلا عندما قارب اللّيل أن ينتصف، أمضينا مساء وأنا ألقنها القصيدة وطريقة إلقائها، كان نفسي طويلًا لحسن حظّها، صبرت وقاومت على الرّغم من أننّي كائن نهاريّ يخلد لنومه مبكّرًا. وبرغم المرض الّذي ألمّ بي يومها، غادرت المنزل وقد تشرّبت كلماتي وثملت بها، كلماتي الّتي ثكلتها عن طيب خاطر مكلوم بحجّة إكرام الصّديق ولكن ما أدراني أن المتنبي قد صدق ليلتها في قوله:
«إذا أكرمت الكريم كسبته ... وإن أكرمت اللئيم تمردا»
مرّت تلك التّظاهرة على خير وقد برعت نرجس فيها، وأشاد الجميع ببراعتها وسلاسة حرفها وبلاغتها وإتقانها للإلقاء، عفوًا! أقصد سلاسة حرفي وبلاغتي، ألست أنا هي وهي أنا؟
حسبت أن هذا الحدث قد مر وانتهى ولن يعكر صفوي من جديد، وإذ بها بعد أسبوعين تطلب منّي قصيدة من جديد، ربّاه ما هذا؟ ولكن هذه المرّة لم تطلب قصيدة فحسب، بل طلبت منّي ثوبي التّقليدي المطرّز بخيوط الذّهب وحليّي الثمين، حيث إنّ تظاهرة هذه المرّة تتمحور حول الأصالة والتقاليد، فلبيت طلبها وذقت ويلات وتحمّلت إساءات منها حتّى أتّمت عرضها بنجاح، سأحتفظ بهذه الإساءات لنفسي، ربما لم تقصدها ولم تتعمّد إهانتي.
مرت الأيام دواليك والتظاهرات دواليك وهي تستنزفني، وتتقمص شخصيتي، وتمتطي صهوة حروفي، وترتدي نفيس ثيابي، وكلّما هممت بالاعتراض أشادت بصداقتنا وردّدت مقولتنا الشّهيرة: ألست أنا أنت وأنت أنا؟
هذه المرّة تظاهرة أخرى، إلاّ أنّها ارتقّت في سلم تنظيم التظاهرات، هي تعلم مليًّا أنني أشتغل في تنشيط الحفلات والتّظاهرات، فطلبت منّي أن أعلمها مهارات التنشيط وإحياء الحفلات؛ لأنّها قد كلّفت بالأمر ولا تريد أن تقع في حرج، تجاهلت كل شيء وصوت متحشرج كسير يهتف في داخلي: «لقنيها، ألست أنت هي وهي أنت؟»
توالت الأيام يا سيّدي القاضي تباعًا، ولم تترك نرجس شيئا من أشيائي لم تحشر أنفها فيه، حتى فرقتي المسرحيّة شاركت فيها، وزاحمتني على دوري الأثير في شتى المسرحيات وأنا أتجاهل الأمر، يا سيدي القاضي لن أضيع مزيدًا من الوقت لأعدد لك ما اغتصبت من أشيائي وما زاحمتني عليه من نواد ومناصب وأدوار، كل هذا وأنا أبتسم كالبلهاء وأهتف في قرارة نفسي: لا عليك، إنها صديقتك وتريد التقرب منك أكثر، ألست أنت هي وهي أنت؟
لم أخبرك أنني كنت رئيسة نادٍ للأدب، كالعادة أقحمت نفسها فيه، وكالعادة تقبلت ذلك برحابة صدر ولكن هذه المرّة لم تكن مسالمة بل راحت تزرع الدّسائس في كلّ مكان، وتضمر الشرّ وتؤلب روّاد النّادي ضدّي وتستغل جفاء بعضهم لي دون رحمة، حتى قدم اليوم البائس، ويا ليته لم يقدم، ولجت مكتبي فوجدتها جالسة خلفه يحيط بها كلّ الرّوّاد والأصدقاء. تساءلت عن سبب ولوجهم لمكتبي دون إذن فتقدّمت منّي إحداهن، ولم تكن تستلطفني لأنني ذات مرة رفضت لها طلبًا سخيفًا، كما أنّني كنت حريصة على تطبيق القوانين ولا أسمح بالتسيّب والتجاوزات ممّا ولّد الضغينة في قلبها وقلوب الكثيرين تجاهي وقالت: «عذرًا أنت لم دخلت دون إذن؟» بقيت فاغرة فاهي لا أدري بم أجيب حتّى تناهى إلى سمعي صوت نرجس تقول في خيلاء وكبر: «دعيها دعيها تدخل، ألم تعلموها بالجديد؟» وضحكت باستهزاء فواصلت: «لقد ارتأيت أنا وروّاد النّادي أن نزيحك عن الرئاسة؛ لأننا لم نلتمس فيك الكفاءة المطلوبة، هذا وقد خلفتك في هذا المنصب على أمل أن أصلح ما ارتكبته من أخطاء جسيمة، على كلّ حال شكرًا على جميع مجهوداتك رغم فشلها.» قالت هذا وحدجتني باحتقار وتبعها في ذلك جميع الحضور، لم أتمالك نفسي فهويت على رأسها بالمزهرية الّتي تحتضن أزهار نرجس اخترتها بعناية كرمًا لها وحبًّا فيها، ثم غشيت الظلمة عينيّ فلم أعد أعي شيئًا حتى وجدت نفسي ماثلة بين يدي المحقّق ثم بين يديك.
هذا كل ما في الأمر يا سيدي، أما زلت مصرًّا أنني لست بريئة من دماء نرجستي؟ أليست هي أنا وأنا هي؟